مساعدة كمال

موضوع: مساعدة كمال الإثنين يونيو 25, 2012 5:00 pm

وقفت في أعلى الجرف أتأمل في ضربات الأمواج على الصخور وقفت أتأمل البحر و لو للآخر مرة فقد يئست من الحياة و ألمها و ناسها الظالمين و أحدثها قررت أن أمزق وثاق الحياة الذي يربط يداي كان المكان هادئا لا صوت فيها إلا للأمواج الهادرة و طيور النورس الصادحة قررت أن أنهي كل شيء في صمت على أن أزعج العالم بدون فائدة غسلت دماغي من كل شيء جميل لكي أدفع نفسي للسقوط أرخيت جسدي كنت أودع العالم الرحب الواسع الذي ذاق مني ذرعا وقبل أن أقفز إلى أسفل القاع أصاب رأسي صوت هادر كالرصاصة" هذا ليس حلا لمشكلاتك ولا راحة لضميرك و للعالم" عندها استدرت متفاجئا وقلت" ما الذي جاء بك إلى هنا ألم أقل لك أن تتركني" قال لي " تركتك لوحدك و أنظر ماذا تريد أن تفعل بنفسك تخسر عمرك حياتك التي لا تتكرر مرتين" أجبته مغمدا عيناي" هذا الحل الوحيد لكل هذه المشاكل لكل الجروح التي أصبت لكل الغدر والخيانات و الكذب الذي تعرضت له" قال لي " حل نعم حل ستغادر الدنيا و أنت ملطخ بأحزان كل من يعرفونك من أحبوك عائلتك أصدقائك وملطخ بخطاياك يا له من حل" بدأت أقول " لماذا حتى عندما أردت أن أسلم نفسي للموت منعت" أجابني " لأنك مهم في هذه الحياة مهم بالنسبة لكل من يعرفونك " استدرت و قلت " لو كنت يا كمال مهما كما قلت لما جرحني الناس بكل قسوة لما تنكر مني العالم الذي لطالما أحببته و أحببت ناسه" قال لي كمال" أنا أعلم هذا يا يمان ولكن لماذا حكمت على العالم كله أنه سيئ ليس الكل سواء أين هو يمان الذي أعرفه" أجبته " ذهب ولم يعد يريد العودة" ابتسم كمال " كيف ذهب وهو أمامي أنت لم تذهب لكي تعود أنت دائما موجود وصدى صوتك في داخل كل شخص وترغب في أن تترك العالم حزينا" دنوت من الأرض وقلت " أ أنت الوحيد الذي ترى في هذه الكلام أم العالم كله" اقترب مني كمال " أنت عنيد فيأسك من حديد لكن أملك يضل دائما من الماس" ارتفعت عن الأرض وكنت أحدق في السماء الصافية الممتلئة بالغيوم البيضاء ثم أتم" إذا كنت وسط ظلمة المجرة عليك أن تكون شعلة منيرة و أن لا يكون أملك كالغيوم الطائرة في السماء و أن يكون قلبك ناصع البياض مثلها هذا ما علمتني يا يمان الحياة حلوة ومرة وما زال فيها أشياء جميلة تذكر لحظات انتصارك وفخرك بنفسك اللحظات التي كنت فيها صديق العالم تحارب براثن الشر بكل قوة وطيبوبة من أجل أن يعيش الجميع بسلام حتى اللحظات التي تذرف الدموع و التي تتكهرب فيها أحاسيسك وعواطفك تعد لحظات مميزة سوف تضع حدا لحياتك بيديك و أنت تعلم أن لها أجل محدد" بدأت أقتنع بكلام كمال ومع ذالك كان ركام الصدى يخيم على نسيم الأمل المشرق فقلت له " أتظن أنني إن لقيت في هذا العالم سأرتاح إن العالم الآخر يدعوني و هذا العالم يرميني إليه" قال كمال " و تظن أن الناس و أصدقائك و عائلتك ستكون فرحة وسعيدة لرحيلك ستجعل من أحبوك و أكنوا لك الود و أعطوك الحب والحنان مدمرين حزينين مجروحين و قد يقتلهم ذالك + إن كنت صديقك المفضل و العزيز تراجع عن فكرتك هذه" حينما تأملت كل ما قاله لي كمال انقشع الضباب من سمائي و أحسست أنني طائر حر ذو أجنحة وضاءة تطلعت إلى العالم برؤيا صافية قلت " يا له من خطأ كبير كدت أقع فيه كدت انهي كل شيء في لحظة و أسبب الأذى للكثيرين لم أفكر إلا في نفسي ولم يكن حلا أبدا لقد كنت محقا دائما يا كمال أما أنا كنت أعمى لا أبصر شيئا الحياة كيفما كانت علي أن أعيش فيها" أكمل كمال " هكذا أريدك يا يمان أن تمنح لنفسك و العالم فرصة أخرى ليس بالسهل ولكنك استطعت هذا كدت تترك العالم ينزف و رائك وشكرا لأنك احترمت رغبتي و صداقتي ولبيتها " قلت " أنا من يجب أن أشكرك لأنك تشبت بي رغم أنا لأمل ضئيل في ذالك أنقذتني في آخر لحظة لو لم تكن الآن لصرت ذكرى من الماضي إنك ذا حدس قوي و قلب طيب وقوة إقناع حجرية إني أحبك يا صديقي العزيز لأنك التفت لي من بين الجميع" ركدت بسرعة و دموعي تلحقني احتضنني وقال " وأنا ما كنت لأضيعك أو أخسرك يا صديقي ولم أكن لأسامح نفسي إن فقدتك " فجأة سقطت على أنفسي قطرات من الماء رفعت رأسي تفاجأت و وجدته يبكي فقلت" أتبكي يا كمال" قال لي" لماذا تفاجأت أنا إنسان ولدي مشاعر و من الطبيعي أن أذرف الدموع إن كان الأمر يستحق ذالك اختلطت دموعنا بضحكتنا المتعالية أثناء مشينا قلت له" أرجوك لا تحكي ما وقع لأحد لا أريد أن يقلقوا بشأني" قال كمال " لا تخف سرك في بئر هيا نعد للبيت فالجميع ينتظرنا" أدركت أن ما زال هنالك أشياء جميلة في هذا الكون و أشخاص بالطيبة يفيضون و أن ما سيهلكني هي تلك الأفكار السوداء استفقت على صوت كمال وهو ينادني " تعال يا يمان ما بك بطيء كالسلحفاة " فأجبته " أنا قادم أيها الأرنب "